عاشق السلام الاشراف الفني والتقني للمنتدى
عدد المساهمات : 55 تاريخ التسجيل : 31/10/2010 العمر : 58 الموقع : العراق بلد الحضارات والامجاد
| موضوع: الى متى ياوزارة الكهرباء الخميس نوفمبر 11, 2010 6:42 pm | |
| قبل أن تغزوا أمريكا العراق كان التصور لنا من خلال أبواق دعايتها بأنها الدولة العظمى التي تستطيع إن تنجز للشعوب المعجزات ومنها الديمقراطية وتحويل البلاد إلى ولاية أمريكية من حيث التمدن والأعمار ومن الطبيعي ابسطها الاستمرار في تدفق الكهرباء . وبعد سبعة سنوات عجاف من احتلال العراق وتحويل مدنه إلى ساحة للحرب مع الإرهابيين كلفت العراق والعراقيين الملايين من الضحايا والمهجرين والمليارات من الدولارات المهدورة لكن البلاد مازالت تعيش في عتمة وبدون كهرباء رغم إنفاق مالا يعد ويحصى من الملايين على عمليات الترقيع وإصلاح المحطات القديمة وصارت الحكومة العراقية مثل ( الأطرش بالزفة ) كما يقول المثل البغدادي . حيث كانوا في الأسابيع الأولى للغزو يتحدثون عن شهور قليلة لنصب المحطات وبخمس مليارات فقط ولكنهم بعد خمس سنوات يتحدثون الآن عن عشرين عاما وعشرات المليارات وأصبح التعاقد مع شركات عالمية لإنتاج الكهرباء للعراقيين وكأنها معجزة آلهية يستغرق إتمامها عقود طويلة وكأننا نريد إن نعيد تصنيع سفينة نوح بذات الأدوات القديمة و نريد إن ننقذ البشرية جميعا . وإزاء ذلك يشعر الناس ألان بان أمريكا وسيد البيت الأبيض بوش وبعده اوباما يكذبون ويدجلون على الشعب العراقي واتخذوا من أزمة الكهرباء وسيلة لمعاقبة العراقيين !! . فبعد إن كان صدام حسين يعتقل عشرات الآلاف في سجون ومعتقلات كي يعانون من البرد والحر رغم إن بينها زنزانات كما اخبرنا البعض كانت مكيفة .. وحتى إن سجن أبو غريب الشهير لا تنقطع عنه الكهرباء ساعة واحدة رغم انه مأوى للمتهمين ولأخطر المجرمين ، لكن بيوت العراقيين وملايين المواطنين يعيشون ألان ومنذ سنوات عدة فيما يشبه المعتقلات ومستوطنات التعذيب حيث لا ينتظم التيار الكهربائي ساعة واحدة باليوم بينما كانوا يتحدثون بساعتين مقابل ساعتين وكنا نتذمر حتى أصبحنا نرضى بالساعة مقابل 24 ساعة . وصارت لكل منا قصص مأساوية في هذا الحر المميت مع الكهرباء التي أسهم غيابها بإيقاف المبدعين عن إبداعهم وتعطيل المفكرين عن أفكارهم وتأخير الطلبة عن دراستهم وتعليمهم وتوقفت ورش الصناعيين بل أنها وليس بذلك مبالغة جعلت الرجل ( يفارق زوجته فمن يشتهي هذا الحنان !! ) في ظل هذه الحرارة الملتهبة .. وصار الأب يضرب أطفاله لانهيار أعصابه بسبب الكهرباء وما إدراك وما تخلفه لنا من مشاكل وتعقيدات ونقسم بالله بأنها تحرمنا من النوم ومن انتظام التفكير وقطع الأرزاق وجعل غيابها لا يقل دمارا عن دمار المخربين والإرهابيين . ولا نخجل إن نرفع أصابع الاتهام إلى البرلمان العراقي السابق وأقطاب الحكومة الراحلة وكبار المثقفين والمستثمرين ومختلف أنواع القيادات بأنهم يعيشون بواد وبمناطق خضراء لا ينقطع التيار الكهربائي عليهم ولا تتوقف خزينة الدولة من مليء جيوبهم بالدولارات وكروشهم بما لذ وطاب من السحت الحرام بينما الشعب العراقي لا ينام في كل الأيام وتهاجمه أسراب من البعوض وأنواع أخرى من الحشرات القارصة التي لم نراها من قبل . وصار الشعب يشعر بأنه فاقد الأهلية وانه لا يمتلك حقوقا إنسانية بل هو يعيش كما تعيش قطعان الماشية في زرائب قذرة ورعاتهم ينامون على الحرير بعد إن وعدوه بالكلام المعسول بأن إسقاط الدكتاتورية سيجعلهم يعيشون بجنة عدن وهم اليوم لا يريدون من هؤلاء جنات أو انهار بل أصبح القاسم المشرك للعراقيين جميعا هو انتظام التيار الكهربائي بأي ثمن كان وهذا الانجاز هو الذي يؤكد من هو القائد الحقيقي الذي يخدم الشعب ومن هو القائد ألنفاقي وصار الأمر ينحصر بان من يحقق هذه الأمنية للعراقيين هو القائد الأكثر صدقا بالتاريخ لان الكهرباء أيها السادة تعني الحياة والحرية والكرامة والتمدن فمن يحققها حقق حلم العراقيين ومن فشل فقد اندحر والى الأبد ... نعم نريد القائد الكهربائي ولا نريد قائد الفرسان لان الفروسية الحقة هي في المعمار وليس في المضمار . وفي الختام اسأل الوزير كريم كم ربع ثانية تقطع في قصرك الكهرباء وكم ثانية في قصور العراقيين من الملوك والأمراء والوزراء (( وصدك طلعناها من حلك السبع خشت ببطون الواوية)) . وألف عافية عيوني ودك عيني دك ..!! . | |
|