المنافقون في الاسلام

زائر

المنافقون

المنافق في اللغة هو الذي يبطن عكس الشيء الذي يظهره , فالمنافق في الدين هو من يبطن الكفر ويظهر الايمان هذه الحقيقة قررها القران الكريم ( واذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يشهد انك لرسوله والله يعلم ان المنافقين لكاذبون ) فلله يكذب المنافقين لانهم غير صادقين بشهادتهم فهم لايؤمنون بنبوة محمد (ص) مثلما تشهد السنتهم

اولا : المنافقون والكفار

يختلف المنافقون عن الكفار بانهم شهدوا ان محمد رسول الله ( واذا جاءك المنافقون ....الاية ) في حين ان الكفار لايشهدون بذلك ففي صلح الحديبية عندما كتب عليا في وثيقة الصلح ( محمد رسول الله ) قالوا بل اكتب محمد بن عبد الله فلو شهدنا انك رسول الله لماقاتلناك .
اذن لايمكن ان نعامل المنافقين ككفار لان المطلوب من الانسان لكي يدخل حضيرة الاسلام ويخرج من حضيرة الكفر هو ظاهر اقواله وافعاله .
االمنافقون والمؤمنون

التشابة بين المنافقين والمؤمنين هو ان كلاهما يشهد ان محمد رسول الله بقطع النظر ان كان ذلك كذبا او صدقا فمسألة الصدق والكذب مسألة قلبية الحكم في لله وحده فحتى النبي (ص) لايملك هذا الحق ( وما من حسابك عيلهم ...يتوب عليهم او يعذبهم ) ( وما على الرسول الا البلاغ )
لذلك فان المنافقين هم جزء من مجتمع الصحابة .

ثانيا : من هم المنافقين ؟

طالما ان النفاق مسألة قلبية فليس من حق احد مهما كان ان يحكم على هذا الانسان بانه منافق فهذا الحكم هو اختصاص الهي حصريا حتى رسول الله (ص) رغم انه نبي مرسل لايملك هذا الحق هذا ما اكده القران ( ومن اهل المدينة مردوا على النفقاق لاتعلمهم نحن نعلمهم ).
اننا لانعرف كل الحكمة وراء هذا الاخفاء فلماذا يتستر الله على منافق وهو يعلم انه خطر بل ان خطره اكبر حتى من الكافر نفسة ولكن سوف نجتهد بما بلغنا من علم والله غفور رحيم .
1/ ربما كانت ظروف الدولة الاسلامية لاتسمح ان يقوم القائد العام للامة (النبي ) بثورة اجتثاثية كاملة لكل المنافقين لذلك اعطى الاسلام المؤلفة قلوبهم وعفا عن كثير من الطلقاء واغلبهم منافقين
2/ الاسلام كدولة يتعامل مع الالتزام الظاهري للمسلم بالقوانيين سواء كان هذا المسلم يلتزم طوعا او كرها فاغلب المنافقين اطاعوه الله ورسوله اسوة ببقية المؤمنين
3/ ان بعض المنافقين وهذا البعض حتى لو كان قليلا جدا يتالف مع اجواء الاسلام مع مرور الوقت
4 /ان القران كتاب سماوي وليس كتاب تأريخ لكي يهتم بالاسماء والعنوانين لذلك ترك معرفة اسماء المنافقين للتاريخ فكون القران لم يهتم بالاسماء لايعني ان الله يتستر على كل المنافقين فقد اسر النبي اسماء 12 منافق الى حذيفة اليمان اشارة الى وجود ضرورة الهية لهذه السرية ،, لكن الله ورسوله تركوا لنا الكثير من المقاييس نتعرف بها على اكثر المنافقين سنأتي اليها في محلها .

اذا جمعنا النقطة اولى ( ان المنافقين جزء من مجتمع الصحابة ) والنقطة الثانية ( اننا لن نعرف من هم المنافقين ) يكون القول ( ان كل الصحابة عدول باسثناء المنافقين ) غير عمليا .
فاذا قلت سوف اكرم جميع من في القاعة باستثناء النساء فالقول هذا عمليا لان الاستثناء مبني على اساس واضح وبيّن .
ولكن اذا قلت سوف اكرم جميع من في القاعة باستثناء الذين يبغضونني فالقول ليس عمليا لانك قد تكرم من يتصنع لك بالود والحب وهو يبغضك كل البغض وقد تحرم مكرمتك رجل يحبك لكنه فشل في التعبير عن حبه لك فتكون في كلا الحالتين غير مصيب وغير دقيق ,فكيف نعتقد بعدالة كل مجتمع الصحابة ونحن لانعلم من هم الصحابة المنافقين اللهم االا اذا قلنا ان المنافقين هم ةعدول ومن اهل الجنة اسوة بباقي الصحابة وهذا يتعارض مع الحكم القراني ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار) بل ويتعارض مع المنطق العقلي .

من الموازين التي وضعها الله ورسوله هي الاستئذان الكاذب من الجهاد فمثلا القران يصف الذين يستأذنون النبي (ص) ويقولون ان بيوتنا عورة ( انما يستأذونك الذين لايؤمنون بالله واليوم الاخر) فليس الكفار والمشركين معنيون بهذا الخطاب رغم انهم لايؤمنون بالله واليوم الاخر ايضا لكن هؤلاء لايحتاجون ان يطلبوا الاذن من النبي (ص) لانهم لايقاتلون معه .

كذلك قول النبي (ص) (( ياعلي لايحبك الا مؤمن ولايبغضك الا منافق )) .
اما من هم الذين يقصدهم القران ومن هم الذين يقصدهم النبي (ص) فالتأريخ ينطق ونحن نستطنق التاريخ فمثلا تاريخ معاوية بن سفيان مع علي كله يشير ان هذا الرجل لايبغض احد من البشر بقدر بغضة لعلي فقد شتمة ولعنه على المنابر وجعلها سنّة باقية من بعده 80 عاما وقاتله من اجل سلطان الدنيا واخذا يتتبع ويطارد انصاره في مصر وعصر فهل يحتاج المء دليل اقوى على بغض معاوية لعلي ؟
فاذا اثبت التاريخ بغض معاوية لعلي فقد حكم التاريخ من خلال السنة النبوية ان معاوية منافق من المنافقين , ولكن مع هذا الاستدلال البيّن والواضح تجد ان النظرية السنية تدافع بكل حماس على عدالة معاوية وعلى حصانته الدينية وتعتبر هذا التقييم نوع من انواع الاساءة ولون من الوان التطاول على صحابي جليل , فاذا تركنا معاوية واخذنا صحابي اخر فنجد السولك ذاته وهكذا كلما تناولنا صحابي من الصحابة تجده خط احمر محصن حصانه دينية وتاريخية ضد كل نقد وتحليل الى ان تنتهي قائمة الصحابة وعندها تسأل حسنا اين اذن هم المنافقون ؟
هل ماتوا مع رسول الله ؟
هل كانوا من سكان المريخ فعادوا الى ديارهم بعد انتهاء دورهم بموت النبي (ص) ؟
ام انهم جميعا تركوا النفقاق واصبحوا مؤمنيين فمالذي دفعهم الى هذه الصحوة وكيف كانوا منافقين في عهد الوحي مجازفين بانفسهم ان لايفضحهم الوحي يوما فلما انقطع الوحي امنوا صدقا ؟؟؟
ام ان الاقلام التي كتبت تاريخهم هي اقلامهم ؟؟

شكرا لك ايها المهندس على هذا الموضوع القيم